ما هو الشذوذ الجنسى ؟
لا أريد أن أتجمل عندما أقول بأن الحرية الشخصية التي يطالب بها مجتمع الشواذ جنسيا هي حقهم، ولكنهم لا يستطيعون أن ينكروا علينا حقنا وحريتنا الشخصية في عدم مشاهدة هذه الممارسات الشاذة في شوارعنا وجامعاتنا، ومدارسنا ،وبيوتنا.
في محاولتنا لمساعدة هذه الفئة التي تغلب عليها فكرة الشذوذ الجنسي، وجدنا بأن هناك الكثير من التشويش حول تعريف الشذوذ الجنسي. فلا يوجد هناك اتفاق عام بين الجاليات العلمية، والمجموعات الدينية أو حتى الشاذون جنسيا على تعريف شامل للشذوذ الجنسي.
وقد قام لورانس ج هاتير مؤلف كتاب "تغيير الشذوذ الجنسي عند الذكور"، بإعطاء هذا التعريف: "الشذوذ هو اندفاع شخص ما، في سنوات البلوغ، بسبب جاذبية جنسية تفضيلية إلى أعضاء من نفس جنسه والذي عادة، ولكن ليس بالضرورة، يقوم بعلاقة جنسية علنية معهم". ويعتبر هذا التعريف جيدا، إلا أن التعريف الأشمل للشذوذ الجنسي يعتبر أعمق بكثير من هذا.
ولدت شاذا:
يعتقد أغلبية الشواذ جنسيا بأنهم ولدوا شواذا. وهذا الاعتقاد يوفر لهم في أغلب الأحيان شعورا بالراحة النفسية، ويعفيهم من أيّ مسؤولية لمحاولة التغيير أو حتى معرفة الأسباب الحقيقية التي دفعتهم إلى الاتجاه غير النمطي في العلاقة الجنسية.
على أية حال، لنريح هؤلاء نقول لهم بأنه لا يوجد هناك دليل علمي قوي على أن الشواذ يولدون مع هذه المشاعر الشاذة. فالأغلبية الساحقة من الشواذ يولدون طبيعيين جدا من الناحية الجينية. فهم ذكور أو أنثى كاملين.
الشذوذ سلوك يتم تعلمه:
يعتقد العديد من الخبراء بأن الشذوذ الجنسي سلوك يتم تعلمه، ويتأثر بعدة عوامل:
• حياة غير مستقرة في السنوات الأولى من الحياة.
• قلة الحبّ غير المشروط من ناحية الأمّ أو الأب.
• عدم القدرة على التقرب من الوالد من نفس الجنس.
ويمكن لهذه المشاكل أن تؤدّي لاحقا بالطفل إلى البحث عن الحبّ والقبول من طرف أخر، وقد تتطور هذه المشاعر إلى مشاعر حسد من نفس الجنس أو الجنس الآخر, وغالبا ما تكون هذه الحياة مليئة بمشاعر الخوف والعزلة.
شيء واحد يبدو واضحا: هو أن الشذوذ الجنسي لها عدة أسس. فهو تفكير بسيط في إلقاء اللائمة على أي من المسببات التالية الخوف من الجنس الآخر أو نكاح القربى أو التعرض للتحرش الجنسي أو الخضوع لأمهات مهيمنات، أو صورة الآباء الضعفاء، بالإضافة إلى الشعور بالظلم: كلّ هذه المسببات قد تلعب دور في التسبّب بالشذوذ الجنسي، لكن لا يوجد عامل فردي لوحده يمكن أن يسبّبه. وسويّة مع العوامل الخارجية في حياة الشخص، يمكن أن تلعب الاختيارات الشخصية الخاصة دورا رئيسيا في تشكيل هويته الشاذة جنسيا، بالرغم من أن القليل منهم سوف يعترف بهذا.
ووفقا لجميع الديانات السماوية، فأن الشذوذ الجنسي يعتبر خطيئة عظمة، لا يقبل بها المجتمع، ويعتبر أتباعها شاذين عن النمط الطبيعي الذي أراده الله في العلاقة بين الجنسين.
وهناك اختلاف بين الانجذاب والقيام بأفعال أو تخيل علاقة شاذة جنسيا مع شخص ما والقيام فعليا بعلاقة شاذة جنسية. وهذا هو الاختلاف بين الإغراء والذنب. فنحن لا نستطيع السيطرة بالكامل على ما يغرينا، لكن اختيار الانجراف وراء هذا الخيال هو بيدنا. لذا لا يجب أن نحكم على من قال بأنه يفكر بالشذوذ الجنسي على أنه قام بالفعل بأعمال شاذة جنسية، فقد يكون مجرد أغراء أو نتيجة التعرض لضغوط من شخص ما، والأصل هو في الامتناع عن تحويل الإغراء إلى واقع.
المكونات الأربعة للشذوذ الجنسي:
تتضمّن عملية الشذوذ الجنسي أكثر من مجرد الفعل الجنسي. فأولئك الذين دخلوا في حياة الشذوذ أصبحوا بالفعل شاذين جنسيا. ولفهم ظروف الشخص الشاذ جنسيا الذي يريد المساعدة بشكل أفضل ، قمنا بتقسّيم الشذوذ الجنسي إلى أربعة مكوّنات: السلوك، ردّ النفسي، والهوية وأسلوب الحياة.
السلوك:
في أغلب الأحيان، يفترض أنّ كلّ الشاذين جنسيا يقومون بأفعال شاذة جنسيا، لكن هذه ليست الحال دائما. فبسبب المخاوف أو الاتهامات الدينية القوية، يمتنع البعض عن الانخراط في السلوك الجنسي. أما الفرضية الخاطئة الأخرى فهي أن كلّ الشاذين جنسيا الذين ينخرطون في أفعال شاذة جنسيا هم شاذون. بينما هناك أعداد ضخمة من الرجال العاديين الذين يقومون بأفعال شاذة جنسيا لأسباب مختلفة، مثل التواجد في السجن أو التعرض لمواقف تجبرهم على الانخراط في أعمال جنسية شاذة.
أيضا، لا نعتقد بأنّ أي طفل اضطر إلى المشاركة في أفعال شاذة جنسيا مبكرا في الحياة سيكبر ليصبح شاذا جنسيا بالضرورة ما لم يكن قد قام بهذه الأفعال بهدف البحث عن الحبّ والقبول والأمن والأهمية. في هذه الحالات، فأن تدخّل الطفل في هذه الأفعال يأتي من منظور "المبادلة" للحصول على حاجات لا جنسية. فهو من المحتمل يبحث عن تحقيق رغبات مرادفة، وهذا يمكن أن يؤدّي إلى تطوير توجه شاذا جنسيا. على أية حال، أظهرت الإحصائيات أن أكثر الأطفال الذين يواجهون أفعالا شاذة جنسيا، يكبرون ويعيشون حياة طبيعية.
الردّ النفسي أو (تحفيز) "الإثارة الجنسية" بصريا أو بفعل الخيال:
يدعي العديد من الأشخاص أنهم يواجهون جاذبية بصرية أو جنسية لنفس الجنس " بقدر ما يتذكرون"، فهناك تعاقب في حياة الشخص تؤدّي إلى ردّ نفسي شاذ جنسيا. قد يبدأ أي طفل مع حاجة لمقارنة نفسه مع الآخرين لمعرفة إذا كان يرقى إلى المعايير الاجتماعية الحضارية. وعندما يشعر بأنّه لا يقارن إيجابيا مع الآخرين، يقوم بتطوّير إعجابا لتلك الميزات والخصائص الطبيعية التي يشعر بأنّه لا يمتلكها. الإعجاب، وهو أمر طبيعي، قد يتحول للحسد. ويؤدّي الحسد إلى الرغبة في امتلاك آخرين وأخيرا، استهلاك الآخرين. بحيث تصبح هذه الرغبة القوية جنسية ، مما يؤدي إلى رد فعل نفسي جنسي.
الهوية:
يدخل بعض الناس إلى الشذوذ الجنسي من خلال "الهوية." وهؤلاء هم الأشخاص الذين لم يختبروا جاذبية جنسية لنفس الجنس أو لم يكن عندهم أيّ لقاءات شاذة جنسيا. على أية حال، يشعر هؤلاء في عمر مبكر بأنهم "مختلفين" عن الناس الآخرين. فهم يبدون شواذ، ولا يتألفون مع الأشخاص الطبيعيين. ويعتقدون،"إذا لم أكن منهم فأنا بلا شك شاذ جنسيا." بالطبع، هذا سوء فهم. فأي شخص يعاني من الخجل، والخوف من الجنس الآخر، وانعدام المهارات الرياضية أو الاجتماعية لا يجب أن يخضع لفكرة أنه شاذ جنسيا.
أسلوب الحياة:
يصر الشاذ جنسيا على انه غير مسئول عن هويته، أو ردّه النفسي أو حتى لقائه الجنسي الأول، الذي ربما أجبر عليه. على أية حال، يجب أن يتحمّل كلّ شخص شاذ جنسيا مسؤولية اختيارها الدخول في أسلوب حياة الشاذين جنسيا. ويدخل الناس أسلوب الحياة هذا بدرجات مختلفة. فهم يعيشون في عالم متغاير جنسيا طوال الوقت، بينما يبحثون عن اللقاءات الجنسية الشاذة بشكل متقطع. بينما يحاول الآخرون الدخول إلى حياة وثقافة الشاذين في محاولة لخلق بيئة نمطية من الشاذين مثله ليشعر أنه ينتمي لمجموعة خاصة.
النظرة للأمام
كما ترى من النظرة الأولى لهذه المكوّنات الأربعة، فأن الشذوذ الجنسي يعتبر مشكلة معقدة مليئا بالعديد من التعاريف والاختلافات. إذا أخبرك شخص ما، "أنا شاذ جنسيا، "، فو قد أخبرك قليلا جدا عن نفسه.
فأنت بحاجة إلى أخذ نظرة أعمق إلى حياته لتقرير درجة الشذوذ الجنسي التي أصبحت جزءا من هويته.
هذا يصوّر أيضا لماذا الشذوذ الجنسي يمكن أن يكون مشكلة يصعب التغلب عليها.
بلا شك أن الحياة التي يعيشها الشاذون جنسيا ليست سهلة عليهم، مع ذلك يوجد الآلاف من الشاذين جنسيا حول العالم، بعضهم قرر الإعلان عن هويته الجنسية المختلفة ومنهم من تزوج وأنجب، ووضعه خياله الجنسي بعيدا عن حياته.
بينما لا يزال العديد منهم يحاولون البحث عن سبب مقنع لدخولهم عالم الشذوذ الجنسي، فهل هي الضغوط الاجتماعية أو الأسرية أو هل السبب التعرض لحادث اعتداء أو تحرش جنسي في سن مبكرة، تختلف الأسباب ويبقى البحث عن الهوية الجنسية هاجس هؤلاء بالرغم من رفض المجتمع القاطع لهم.
أ خيرا
الترابط الاسرى والجو الاسرى العربى المعروف بالتعليم الدينية السمحة وترابط كل أفراد الاسرة وأحترام العادات والتقاليد وتربية الابناء على تقاليدنا واحتوائهم كل هدا من شأنه حماية انفسنا وابنائنا من تلك الهواجس والتيارات المتدفقه لنا فى صورة أمواج عاتيه من الغرب لدلك علينا تنمية اصولنا وتقالبدنا ونثر بدور هويتنا العربية الاصيله